تربية الطفل في سن الروضة
تربية الطفل في سن الروضة من الأمور الهامة لكل أم، وهنا سنستعرض لأهم سلوكيات للطفل في سن الروضة وكيفية التعامل معها، والطرق المناسبة لعقاب الأطفال في سن الروضة، وكيفية السيطرة على غضب الأطفال في سن الروضة.
قواعد أساسية لتربية الطفل
القدوة: الوالدان هما المعلم الأول للطفل. فالطفل يتعلم أولا بالتقليد؛ لذا يجب أن يكون الوالدان قدوة ومثالاً جيداً يحتذي به الأطفال في كل الأمور.
المتابعة: كثيراً ما ينشغل الآباء عن الأطفال بسبب ظروف الحياة ومحاولة الآباء توفير سبل الحياة الكريمة لأطفالهم. غير أن هذا الأمر قد يؤثر سلباً على الأطفال لما يتعرضون له من مشاهدة برامج و كتب ومواقع إلكترونية وأمور لا تناسب سن وثقافة الأطفال ويكون لها التأثير الأكبر على عقول الأطفال. ومن هنا لابد أن يتابع الآباء عن كثب ما يقدم للأطفال لمراقبة الأفكار المتدفقة نحو عقل الطفل وتنقيتها دون أن يشعر الأطفال أنهم مراقبون.
التأديب بالحب: عادة ما ينظر الأطفال للتأديب على أنه عقاب ومعادة من جانب الآباء لهم؛ لأن التأديب دائماً ما يأتي في صورة أوامر يصدرها الأب أو الأم للطفل دون تفاهم. ويمكن للآباء أن يحصلوا على نتائج أفضل في تربية الطفل عندما يغلفون التأديب بالحب والتفاهم. ويعتمد تأديب وتربية الطفل على وضع حدود يلتزم بها الطفل كي لا يخرج عن سيطرة الوالدين مع وضع عقوبة مناسبة للخطأ الذي يرتكبه الطفل، مع إفهام الطفل بأن العقاب الذي يناله هو نتيجة الخطأ الذي ارتكبه وليس بسبب كراهية الأب أو الأم له.
المكافأة والعقاب: تشجيع الطفل عن طريق المكافأة له تأثير سحري في تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الأطفال. ويجب أن تقترن المكافأة بتشجيع السلوك الإيجابي للطفل بدلاً من التركيز على السلوك السلبي وعقابه عليه. وفي حالة عقاب الطفل على سلوك خاطئ، يجب أن يقترن العقاب أيضاً بتوضيح السبب. فلابد أن يقوم الأب أو الأم أولاً بتوضيح السلوك الخاطئ فور قيام الطفل به، ثم التحذير منه، وبعد ذلك يمكن اللجوء لعقاب الطفل عند تكرار السلوك الخاطئ.
المشاركة وروح الجماعة: يجب تنمية المشاركة – وهي الميزة الفطرية التي فطر الله الطفل عليها - عن طريق تحبيب الطفل في العمل الجماعي وسط الأسرة الذي ينتقل بدوره مع المجتمع، وترسيخ مفهوم روح الجماعة عند الطفل. فالنواة الأولى لروح الجماعة تنشأ داخل الأسرة عن طريق مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية، وشكر الطفل وإبداء السرور عند مبادرته بعرض المساعدة على الوالدين أو الإخوة.
توصيل القيم: التعليم بالموقف هو أفضل وسيلة عملية لتوصيل القيم وتربية الطفل تربية صحيحة، حيث يستغل الأب أو الأم موقف معين للخروج منه بقيمة مثالية بالتحدث عن الموقف واستخراج العبرة والقيمة منه ومناقشة الطفل في القيمة، وأن يطلب من الطفل المشاركة في وضع طرق لتطبيق القيمة التي تعلمها مما يعزز ترسيخ القيمة في نفس الطفل.
لغة الحوار: إذا كانت لغة الحوار بين الآباء والأطفال قائمة على الاحترام المقرون بالحب فإن هذا الأمر سينعكس على شخصية الطفل في معاملة الوالدين والآخرين. كما أن الحوار والمناقشة بين الآباء والأطفال يبنيان جسرا من الثقة بين الطرفين، ويدعمان شخصية الطفل بأسس الثقة بالنفس والقدرة على الحوار مع الآخرين.
مائدة الطعام جسر من المودة: مائدة الطعام وقت ثمين وفرصة عظيمة لتشجيع الأطفال على الحوار مع الآباء ومناقشة ما حدث لهم أثناء اليوم. فلابد أن يحرص الآباء على الإصغاء للأطفال والتحدث معهم بلغتهم حتى يصبح الحوار أمراً محبباً للأطفال. ويمكن استغلال وقت الالتفاف حول المائدة، لتناول الطعام مثلاً، بطرح الأسئلة المفتوحة التي تجعل الطفل يستفيض في الكلام، وكذلك استغلال ذلك الوقت في مناقشة الأمور الخاصة بالأسرة التي يٌسمح للطفل أن يبدي فيها رأيه فتجعله قادرا على اتخاذ القرار.
طرق التعامل مع عناد الطفل
الطفل العنيد بمثابة مشكلة داخل الأسرة، فيتسبب عناد الطفل في غضب الوالدين نتيجة لتصرفاته ومواقفه المتعصبة، واتضح أن الطفل العنيد لا يولد عنيداً ولكن يكتسب سلوك العناد ممن حوله، مما يؤكد على دور الأسرة في التعامل مع عناد الطفل بحذر وبأسلوب تربوي.
طرق تعامل الأسرة مع عناد الطفل
يمكن أن تتعامل الأسرة مع الطفل العنيد بمجموعة من الأساليب، من أهمها:
تفهم الآباء والأمهات أن العند من خصائص نفسية الطفل في سن الثالثة والسادسة؛ لمساعدة الطفل على اجتياز تلك المرحلة.
ابتعاد الوالدين عن استخدام أسلوب التحدي والأمر في التعامل مع الطفل العنيد.
الإقلال من كثرة الأوامر والنواهي الموجهة للطفل والتفاوض معه في الأمور التي تدفع بالطفل لسلوك العناد ومحاولة الوصول لحل وسط.
التحدث مع الطفل العنيد بهدوء بعيداً عن ممارسات العناد التي يتبعها وذلك عن طريق تخصيص وقت من النهار للتحدث مع الطفل والاقتراب منه.
تجنب زيادة وتيرة الغضب والصراع عند الطفل العنيد بالابتعاد عنه إذا كان غاضباً أو متبرماً.
تحفيز الطفل وتشجيعه باستمرار على التصرفات الإيجابية كمساعدة الوالدين في الأعمال المنزلية.
تجنب توجيه الأوامر والتكاليف التي تثير غضب الطفل أو تجعله عنيداً.
الابتعاد عن عقاب الطفل وتوبيخه لفظياً أو بدنياً.
قيام الآباء والأمهات بإخبار الطفل بالأسباب التي تجعلهم يرفضون عناده.
الإشادة بسلوك الطفل حينما يقلع عن سلوكيات العناد.
قيام الوالدين بمشهد تمثيلي أو درامي أمام الطفل يبرز معنى التضحية والإيثار للآخر.
الإقلال من كثرة الأوامر والنواهي الموجهة للطفل، بجانب تجنب توجيه أكثر من طلب للطفل مرة واحدة.
طرق التعامل مع الطفل المخرب
يرتكب الطفل المخرب أخطاء كثيرة خلال تعامله مع أسرته وأصدقائه، فالطفل المخرب يتسبب في مشاكل كبيرة، وهنا يأتي دور الأسرة للتعامل مع الطفل المخرب بشكل سليم يعدل من سلوكه ويقومه.
سمات الطفل المخرب:
غاضب لدرجة تصل للضرب والعض
كثير المشاجرة مع إخوته وزملائه
يمتنع عن الأكل والشرب
يرفض النوم في موعد النوم
مفرط في البكاء بدرجة كبيرة
وتتركز أهم أسباب كون الطفل طفلاً مخرباً في:
* كثرة نشاط الطفل، وطاقته الزائدة وقد يكون السبب في ذلك وجود خلل في الغدد الصماء كالدرقية أو النخامية، حيث يؤدي اضطراب الغدة الدرقية إلى توتر الأعصاب.
* غيرة الطفل من قدوم مولود جديد، فيلجأ لأسلوب التخريب والغضب رغبة في جذب انتباه الوالدين له.
* حب الاستطلاع والميل الزائد للتعرف على الأشياء.
* شعور الطفل بالنقص والظلم والضيق وكراهية الذات التي تدفع بالطفل لحب الانتقام.
* انخفاض مستوى الذكاء لدى الطفل.
6 خطوات للتخلص من سلوك الطفل المخرب:
1- معرفة الأسباب التي تدفع الطفل للسلوك المخرب والتعرف هل هي أسباب شعورية أم غير شعورية من جانبه.
2- توفير الألعاب البسيطة التي يمكن أن يقوم الطفل المخرب بفكها وربطها، والتي تساعد الطفل أن يلعب دون أن يكسر أشياء أخرى هامة بالبيت.
3- عرض الطفل المخرب على الطبيب للتأكد من سلامة وصحة الغدة الدرقية وقياس مستوى ذكاء الطفل.
4- الحرص على المساواة والعدل في معاملة الأطفال.
5- تجاهل المنازعات البسيطة التي تحدث بين الأطفال.
6- غرس الأخلاقيات والسلوكيات الحسنة في نفوس الأطفال وتعريفهم بأن الطفل المخرب سلوكياته مكروه وغير محببة.
طرق السيطرة على غضب الأطفال
يمثل غضب الأطفال اضطراب سلوكي شائع عند كثير من الأطفال، ويظهر غضب الأطفال بشكل متزايد في سن من 2 إلى 4 سنوات، ولكن يقل غضب وصراخ الأطفال بعد سن الخامسة.
كيف يعبر الطفل عن غضبه؟
يظهر غضب الأطفال من خلال حالة من البكاء المتزايد من جانب الطفل بالإضافة إلى الصراخ والصياح والتعصب، وأحياناً يلجأ الطفل أثناء غضبه إلى أن يلقي بنفسه على الأرض أو أن يضرب من حوله، أو أن يرميهم بشيء ما في يديه.
ومن أهم الإرشادات للسيطرة على غضب الأطفال:
التزام الهدوء من جانب الآباء والأمهات حينما يغضب الطفل، وإدراك أن الأمر سهل وليس مشكلة.
تركيز الوالدين على لفت انتباه الطفل بأن غضبه وصراخه لا يمثل غضب بالنسبة لهم وأنه لن يحصل على مطالبه بهذا الأسلوب.
الحرص على تجاهل صراخ وبكاء الطفل المتزايد، بأن يظهر الوالدان أنهما منشغلان في شيء أخر، لكي تفوت الفرصة على الطفل في أن يتزايد في بكائه وصراخه.
إفهام الطفل بأن الصراخ والغضب والبكاء ليس الحل للحصول على الأشياء المرغوب فيها، وأنه يمكن أن يحصل على متطلباته من خلال أسلوب هادئ.
اصطحاب الطفل إلى مكان ممتع بالنسبة له، لكي ينسى ما يغضبه.
لفت انتباه الطفل أثناء لحظات غضبه وصراخه لصورة مضحكة أو كرتون.
تجنب التوبيخ والضرب للطفل في حالة غضبه.
وهذه أهم الحالات التي ينبغي استشارة الطبيب فيها:
استمرار غضب وصراخ الطفل لأكثر من 15 دقيقة متواصلة.
تكرار نوبات غضب وصراخ الطفل أكثر من مرة يوميا.
مصاحبة غضب الطفل مجموعة من الكوابيس المقلقة والمزعجة.
إلحاق الطفل أذى لنفسه أو لغيره خلال غضبه وصراخه.
مشكلة السباب والشتم عند الأطفال وطرق علاجها
تعتبر مشكلة تفوه الأطفال بشتائم وألفاظ نابية من أهم المشاكل التي تعاني منها العديد من الأسر عند تربية الطفل، فهناك العديد من الأسباب التي تدفع الطفل إلى تعلم السباب والشتم والتعود عليه. وغالباً ما يبدأ الطفل في تعلم السباب والشتم عند بداية مرحلة اللعب مع الآخرين حيث يتولد لديه رغبة في إظهار عدم رضاه في صورة شتائم و كلمات نابية، وعادةً ما يتلفظ الأطفال بالسباب والشتائم عند اللعب مع أصدقائهم أو مع الوالدين عند الشعور بالغضب.
أسباب السباب والشتم عند الأطفال:
تتعدد أسباب مشكلة الشتائم والسباب عند الأطفال فيستخدم الطفل الألفاظ النابية لـ:
تعبير الطفل عن غضبه وضيقه الشديد.
جذب الطفل انتباه الآخرين، في إطار المرح.
إحساس الطفل بأن السباب نغمة جميلة يمكنه ترديدها.
كيفية علاج مشكلة السباب والشتم عند الأطفال:
لابد وأن يدرك الآباء والأمهات أن تغيير سلوك الطفل أثناء التربية يعد أمر صعب للغاية، لذا يجب أخذ هذا الأمر بالتدريج، وبالتالي يجب التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة لدى الأطفال. ولعلاج مشكلة الشتم ينصح بإتباع الآتي:
1- عدم إبداء أي انزعاج ملحوظ عند سماع لكلمة نابية من الطفل لأول مرة، حتى لا تعطي للكلمة أهمية وتأثير، مع عدم إبداء أيضا ارتياح ورضا بالابتسامة والضحك عند سماع السباب؛ لأن ذلك يولد تشجيع لدى الطفل بتكرار السباب.
2- السماع إلى مشكلة الطفل ومعرفة الأسباب التي دفعته لترديد تلك الكلمات السيئة مع الشرح للطفل أن هذه الكلمات النابية تزعج الآخرين كالضرب.
3- البحث عن المصادر التي يتعلم منها الطفل هذه الألفاظ البذيئة، ومحاولة إبعاده عنها وعن أصحاب السوء.
4- ربط الطفل منذ نعومة أظفاره بالله وبالثواب والعقاب مع الشرح له أن السباب والشتم يغضب الله سبحانه وتعالى.
5- تدريب الطفل على كيفية التعبير عن عدم الرضا بأسلوب مهذب ومحترم مع الصبر عليه، لأن رغبة الطفل في إشباع رغبته بإظهار عدم رضائه أقوى من أثر الضرب.
6- مكافأة الطفل بالتشجيع والمدح عند اعتراضه بأسلوب لائق.
7- تجنب التلفظ بألفاظ نابية أمام الأطفال، أو التصرف بشكل عصبي غير لائق.
8- استخدام كلمات وتعبيرات مقبولة للتعبير عن الأشياء السيئة والغير جميلة أمام الأطفال.
9- معاقبة الطفل على تلفظه بالسباب من خلال جلوسه في مكان ما بالبيت بمفرده لمدة دقيقة أو اثنين، وذلك إذا لم يستجيب الطفل للتنبيه بعد 4 أو 5 مرات.
10- مقاطعة الطفل عند التفوه بالسباب حتى يعتذر، ويتناول هذا الآمر بنوع من الحزم والاستمرارية.
أسلوب المكافأة في تربية الطفل
عد أسلوب المكافأة من أنجح الطرق المتبعة في أساليب تربية الطفل، والتي يظهر أثرها سريعاً وتثبت جذورها في نفوس الأطفال بطريقة سليمة. فالتربية السليمة هي الهدف الأول عند الأبوين، والفرحة الكبرى لهما حينما يجدون الأطفال مطيعين لأوامرهم ومهذبين الخلق حيث تقع تربية الطفل على عاتقهما.
ولذا يجب أن يكون الأبوين بمثابة قدوة حسنة للأطفال حتى يروا النتيجة المرجوة ويعتبر أسلوب مكافأة الطفل وتشجيعه أحد أساليب التربية الصحيحة.
أنواع مكافآت الأطفال:
مكافأة الطفل الاجتماعية:
المكافأة الاجتماعية على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك المقبول والمرغوب عند الأطفال والكبار معاً. وتتمثل مكافأة الطفل في (الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان- العناق والمديح والتقبيل) وكلها تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ.
والأطفال عادة يميلون لهذا النوع من الإثابة، ولكن قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه والمديح للسلوكيات الجيدة التي يقوم بها الطفل وذلك إما لانشغالهم فلا وقت لدى الآباء والأمهات للانتباه إلى سلوكيات الأطفال الحسنة أو لاعتقادهم الخاطئ أنه على الطفل إظهار السلوك المهذب دون حاجة إلى إثابته آو مكافأته.
فإن الطفلة التي ترغب في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلاً ولم تجد أي إثابة من الأم؛ فإنها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل. وبما أن الهدف هو جعل سلوك الطفل السليم يتكرر مستقبلاً فمن المهم إثابة السلوك ذاته وليس الطفل.
مكافأة الطفل المادية:
أظهرت كثير من الإحصائيات أن إثابة الطفل الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب عند الطفل، بينما تأتي مكافأة الطفل المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية.
وتتمثل المكافأة المادية في: (إعطاء الطفل قطعة حلوى - شراء لعبة للطفل – إعطاء الطفل نقود - إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الأصدقاء - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة).
ملاحظات هامة عند مكافأة الطفل:
الحرص على تنفيذ المكافأة للطفل تنفيذاً عاجلاً بلا تردد ولا تأخير وذلك مباشرة بعد إظهار السلوك المرغوب من الطفل فالتعجيل بإعطاء الطفل المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الإنساني سواء للكبار أو الأطفال.
تجنب الأهل إعطاء الطفل مكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل (أي أن يشترط الطفل إعطائه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه) فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب من الطفل وليس قبله.
الابتعاد عن إبداء الإعجاب بسلوك الطفل الخاطئ من باب الضحك ولو بصورة غير مباشرة لأنه قد يكرر من هذا السلوك الخاطئ مستقبلاً.
معاقبة السلوك السيئ للطفل عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف.
طرق تنمية تقدير الذات عند الطفل
يعتبر تقدير الطفل لذاته أمر هام للغاية في تربية الطفل، فتقدير الطفل لذاته يدعم من ثقة الطفل بنفسه ومن ثم يسعى الطفل لإنجاز العديد من المهام والمسئوليات نتيجة لما قام به الآباء والأمهات من تقدير للطفل.
طرق تنمية تقدير الطفل لذاته
الدعم العاطفي: يسيطر على سلوك الطفل في سن ما قبل الروضة عواطف الغضب والانفعال والبكاء، وهنا يجب على الأم أن تساعد الطفل بعاطفة من الحب والاحتواء ولا يقابل غضب الطفل بضرب أو إهانة حتى لا يقل من تقدير الطفل لذاته.
تعميم الأوامر والنصائح: يقع على عاتق الوالدين مسئولية تعميم الأوامر والنصائح في البيت وعدم توجيه الأوامر والنصائح لطفل بعينه كأن يقال" لا يجوز شتم أو سب أي فرد" فأسلوب التعميم يساعد الطفل على التعلم دون أن يوجه نصح أو أمر مباشر له.
تكليف الطفل بمهام: يوجه للطفل القيام بعمل بسيط أو مهمة في البيت كأن يحضر زجاجة من الثلاجة (المبرد)، فبمجرد أن يحضر الطفل الزجاجة سيشعر أنه قام بعمل هام وكبير ويتولد بداخله ثقة بالنفس كبيرة تدفعه لتحقيق المزيد من الأعمال.
تعزيز الثقة بالنفس: يتعرض الطفل أحياناً لمواقف تجعله يفقد الثقة بنفسه، وهنا ينبغي على الوالدين تعزيز ثقة الطفل بنفسه، مثال" أن يأتي الطفل ويقول للأم شاهدي يا أمي رسم زميلي أفضل من رسمي"، وهنا يتمثل دور الأم في أن توضح للطفل أن رسمه جميل وأنه لديه مواهب أخرى متعددة كأن يقال له أنت متفوق في التلوين أو الغناء وهكذا.
مكافأة الطفل: تعد المكافأة من أبسط وأسهل الطرق التي تساعد على تقدير الطفل لذاته، لذا ينصح بأن يكافئ الآباء والأمهات أطفالهم في سن ما قبل الروضة بمجرد إنجازهم لأي عمل، حتى يزداد من ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم.
طرق التعامل مع الطفل المعترض دائماً
كثيراً ما يطلب الوالدين من الطفل تنفيذ أشياء والقيام بأعمال ومهام ويكون جواب الطفل لا، في تعبير عن رفض الطفل لتنفيذ أي أوامر لوالديه، وكذلك قد يرفض الطفل طلب أمه بتناول وجبة الإفطار أو شرب اللبن، والمشكلة هنا تكمن في أن الطفل لم يتعلم كلمة لا من تلقاء نفسه، ولكن من المؤكد أن الطفل يسمع هذه الكلمة "لا" كثيراً داخل البيت من كلا الوالدين أو من الأشخاص المحيطين به؛ لذلك يكتسبها ويبدأ في ترديدها كثيراً.
طرق التعامل مع الطفل المعترض دائماً:
يمكن التعامل مع الطفل المعترض دائماً، من خلال اتباع مجموعة من النصائح، وهى:
1- توجيه الأوامر للطفل في صيغة التنبيه والتحذير وليس في صورة أوامر.
2- تخيير الطفل بين أمرين فيما يتعلق بأمر الطعام كأن يقال للطفل "تأكل الموز أم التفاح" ولا يقال للطفل هل تريد أن تأكل أم لا؛ لكي لا يتم إعطاء الطفل فرصة للرفض.
3- تجنب إصدار أوامر حادة وقاطعة في التعامل مع الطفل المعترض، مثل القول له: اذهب للفراش الآن.
4- استبدال أسلوب الأوامر في التعامل مع الطفل النعترض بأسلوب لطيف، هادئ، مثال: أكمل لعبك حتى الساعة الثامنة، بعدها ستذهب لفراش النوم.
5- تحفيز الطفل وتشجيعه على تنفيذ ما يطلب منه، ومكافأته عقب الانتهاء من تنفيذ الأشياء.
6- الاهتمام بالطفل ومحاولة النظر في عينيه أثناء توجيه أي أوامر له؛ لكي يستوعب الطفل مدى أهمية الأمر ويتفاعل معه.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه
لاشك أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه أمر غاية في الأهمية، فمن خلال تعزيز ثقة الطفل بنفسه سيكون الطفل في المستقبل طفلاً ناجحاً مستقلاً بذاته، يسعى دوماً لتحقيق كل ما هو أفضل في حياته، والعكس صحيح إذا لم يتم تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
طرق تعزيز ثقة الطفل بنفسه:
1- الحرص على أن يكون الآباء والأمهات قدوة للأطفال بمعنى أن يكونا على ثقة كاملة بنفسهما.
2- مدح الطفل على الأمور الصحيحة، لأن المدح يعتبر من أبسط وأسرع الطرق لتعزيز ثقة الطفل بنفسه.
3- التقليل من النقد الموجه للطفل بشكل دائم؛ لأنه يقلل من ثقة الطفل بنفسه.
4- الاقتراب من الطفل وسماع أفكاره والرد على تساؤلاته.
5- تخصيص مصروف يومي للطفل يشتري به ما يريده.
6- تعليم الطفل أن يدافع عن نفسه، وتجنب الدفاع عنه حتى لا يعتمد على غيره دوماً.
7- تشجيع الطفل على التحاور مع غيره.
8- تعليم الطفل بأن الاعتذار عن الخطأ قوة وليس ضعف في الشخصية.
9- دفع الطفل لممارسة مجموعة من الهوايات والأنشطة النافعة.
10- تحفيز الطفل وزيادة ثقته بنفسه من خلال أن تقول له الأم كلمة" أنا أحبك"، فتلك الكلمة لها وقع كبير في زيادة ثقة الطفل بنفسه.
أسس وقواعد تربية الطفل المدلل
تحتاج تربية الطفل المدلل في سن الروضة إلى وضع العديد من الأسس والقواعد من أجل تربية الطفل تربية صحيحة. ومن القواعد الرئيسية اللازمة لتربية الطفل المدلل بشكل سليم:
أدوات التهذيب: على الوالدين تحديد مجموعة من الأدوات والأساليب الخاصة بتهذيب وتربية الطفل وتعويد الطفل على تنفيذها.
الاستجابة لقواعد التهذيب: إلزام الطفل المدلل بضرورة الاستجابة لقواعد تهذيب السلوك التي تم وضعها، فمن الضروري أن يعتاد الطفل على الاستجابة بصورة لائقة لتوجيهات الآباء والأمهات، مع العلم أن هناك مجموعة أمور يؤخذ فيها برأي الطفل مثال: أي الأطعمة التي يفضلها؟ وأي الكتب التي يريد قرأتها؟
التمييز بين احتياجات الطفل الأساسية وبين رغباته: فقد يبكي الطفل المدلل إحساساً منه بالجوع أو الخوف، وفي هذه الحالة ينبغي الاستجابة له على الفور، أما بكاء الطفل المدلل لأسباب أخرى، لن يسبب ضرر له، فيجب تجاهله، وينصح باحتضان الأم للطفل المدلل عندما يكون في حالته الطبيعية.
تجنب التأثر بنوبات غضب الطفل المدلل: ينصح بعدم الاكتراث بنوبات غضب الطفل المدلل، طالما أنه لن يتعرض لخطر أو لمشاكل.
قضاء وقت مع الطفل المدلل: يجب ألا يغفل الوالدين عن عقد مساحة حوار وتشاور مع الطفل المدلل من حين لآخر، حتى ينفس عن مشاعره ورغباته.
تعليم الطفل التمهل والصبر: يعود الآباء والأمهات الطفل أن يتمهل ولا يتسرع، مما يساعد الطفل في التعامل مع الضغوط والمعاناة الحياة بشكل أفضل.
إكساب الطفل المدلل فن المواجهة: يقع على عاتق الوالدين تربية الطفل على المواجهة وأن يكون قادراً على التعامل مع ضغوط الحياة التي تواجه، حتى يكون قادراً على حل المشكلات التي تواجه.
تجنب الإفراط في مدح الطفل: يجب ألا يتم الإفراط في مدح الطفل، فالطفل بطبعه يحب المدح من الآخرين، ولكن الأفضل أن يتم مدح الطفل حينما يقوم بسلوك حسن حتى يكرره.
تعليم الطفل المدلل احترام الوالدين: تعتبر قاعدة غاية في الأهمية أن يتعلم الطفل حتمية احترام الوالدين وتقديرهما، حتى يستجيب لأوامرهما.
العادات السيئة عند الطفل وطرق علاجها
لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل عادات سلوكية يمارسها الطفل، وهناك مجموعة من العادات السيئة يمارسها الطفل خلال مرحلة الروضة، وأحيانا لا يعرف الوالدين كيفية التصرف مع هذه العادات السيئة عند الأطفال.
أسباب العادات السيئة عند الطفل:
هناك مجموعة من العوامل تدفع الطفل للقيام بالعادات السلوكية السيئة، وهى:
عوامل اجتماعية أو أسرية:
يتجه الطفل لممارسة بعض العادات السيئة حينما يأتي مولود جديد في الأسرة من أجل جذب انتباه الوالدين. وقد يقوم الطفل ببعض العادات السيئة من جانب تقليد الوالدين.
عوامل نفسية:
يلجأ الطفل لممارسة بعض العادات السلوكية السيئة والخاطئة حينما يفقد الشعور بالحنان والأمان من جانب أمه، بمعنى أن الأم لا تشبع الطفل بالقدر الكافي من الحب والحنان.
وتتركز أهم العادات السيئة عند الأطفال في:
عادة مص الأصابع عند الطفل:
تعتبر عادة مص الأصابع عند الأطفال من العادات السيئة بين الأطفال وتنتشر بين الأطفال في سن الروضة.
خطورتها: عادة مص الأصابع خطيرة في أنها تتسبب في بروز الأسنان الأمامية عند الطفل.
علاجها: يكمن علاج مص الأصابع عند الأطفال من خلال المعالجة النفسية للطفل، وبتنمية استعداده النفسي مع إكساب الطفل مزيد من الثقة بالنفس، بجانب توضيح أضرار عادة مص الأصابع، ويمكن وضع رباط خاص في يد الطفل يذكره بألا يقوم بعادة مص الأصابع لخطورتها عليه.
عادة تنظيف الأنف باليد:
تعد عادة تنظيف الأنف باليد عادة مزعجة للغاية فضلاً عن أنها تجعل المحيطين بالطفل ينفرون منه، وعادة ما يقوم الطفل بعادة تنظيف الأنف حينما يشعر بالملل أو الضيق أو القلق والفراغ.
خطورتها: أنها تعرض الطفل للجراثيم التي تجعله يصاب بالأمراض المعدية.
علاجها: يمكن التخلص من عادة تنظيف الأنف باليد عند الطفل من خلال شغل وقت فراغ الطفل، وإبقاء يده مشغولتين طوال الوقت، ومن السهل إقناع الطفل واستيعابه لمساوئ هذه العادة ويمكن تدريب الطفل على استعمال المناديل (المحارم) حينما يشعر بالمخاط وأن الأنف تحتاج لتنظيف.
عادة التجشؤ عند الطفل:
يقوم الأطفال بعادة التجشؤ من أجل لفت الأنظار إليهم أو إضحاك المحيطين.
خطورتها: التجشؤ أمر طبيعي عند الطفل، لكن حينما يصبح متلازماً مع الطفل يكون بمثابة عادة سيئة.
علاجها: يجب أن يتجاهل المحيطين ما يقوم به الطفل من أفعال، بجانب عدم الضحك على الصوت الذي يصدره في التجشؤ، بجانب التوضيح والشرح للطفل بأن الطفل المهذب لا يجب أن يقوم بعادة التجشؤ لأنها عادة سيئة.
عادة التنفس عن طريق الفم:
تعتبر عادة التنفس عن طريق الفم عند الأطفال بمثابة عادة سيئة وقد تكون حالة مرضية، بأن تكون نتيجة لوجود صعوبة في التنفس أو انسداد المجاري التنفسية أو كسور أو انحرافات أنفية.
خطورتها: أن عادة التنفس عن طريق الفم عند الأطفال تتسبب في جفاف أسنان الطفل وموت العصب وتشوه الأسنان الأمامية وزيادة رائحة الفم الكريهة بجانب التهاب الجهاز التنفسي نتيجة لدخول الهواء للمعدة مما يتولد بسببه حدوث انتفاخ بالمعدة.
علاجها: يلزم في تلك الحالة التوجه للطبيب لتصحيح العائق الرئيسي في صعوبة التنفس مع التوضيح للطفل خطورة تلك العادة وضرورة الإقلاع عنها.
وهذه مجموعة أخرى من العادات السيئة التي يقوم بها الطفل:
* وضع اللسان خلف الأسنان مما يتسبب في تغيير وضع أسنان الطفل في الفم.
* مضغ الأجسام الصلبة كالأقلام مما ينتج عنه تكسر أسنان الطفل أو تعرضه للإصابة بأمراض نتيجة الحبر والرصاص المتواجد بالأقلام.
* قضم الأظافر والذي من شأنها أن تضر بصحة الطفل.
* إسناد الوجه على راحة إحدى اليدين مما يترتب عليه تغير شكل فك الطفل وعدم انتظام شكل الأسنان.
* عدم مضغ الطعام بصورة جيدة مما ينتج عنه تراكم الطعام داخل الفك ومن ثم يسبب التسوس والتهاب اللثة.
* جمع النفايات والمهملات وتلك عادة سيئة عند الطفل لأنها تتسبب في نقل العديد من الأمراض للطفل.
* تقمص الطفل لشخصية واسم معين وحينما ينادي عليه أي فرد باسمه الحقيقي لا يرد عليه ولا يجيبه.
وهذه 6 نصائح لغرس العادات الحسنة في نفس الطفل:
* الحرص على تربية الطفل من المهد وغرس القيم الحميدة لتجنب وقوع الطفل في العادات السيئة.
* تعويد الطفل على الاستئذان بكلمات مهذبة.
* الاهتمام بأن يكون الأم والأب بمثابة قدوة صالحة أمام الطفل حتى يكتسب منهم العادات والسلوكيات الحسنة ويبتعد عن العادات السيئة.
* تنمية حس المراقبة في نفس الطفل لكي لا يفعل ما يغضب الوالدين أو المحيطين سواء بعادات سلبية أو مزعجة.
* تربية الطفل على الاهتمام بالنظافة الشخصية.
* إبعاد الطفل عن الشخصيات المعروف عنها أنها صاحبة سلوكيات خاطئة وسلبية.
طرق معاقبة الطفل على السلوك السيئ
هناك من يغالي في معاقبة الأطفال على السلوك السيئ، وهناك من يكون معتدلاً في هذا الأمر؛ وهناك من يرى أن عقاب الطفل خاصة في السنوات الأولى شيء مرفوض. وأمام هذه الآراء العديدة كان التساؤل الذي يجول بخاطر كل أم وأب هل معاقبة الطفل ضرورية أم غير ضرورية، وكيف تتم معاقبة الأطفال في الأساس؟
الأساليب الخاطئة لعقاب الطفل:
* عقاب الضرب المبرح يعد عقاب مؤلم جداً للطفل ويجب تجنبه؛ لأنه يؤدي لإيذاء الطفل ويجعله دوما غاضباً ومنفعلاً.
* العقاب الذي يدفع الطفل للشعور بالإثم الكبير لإرتكابة خطأ معين يعد أمر غير سليم وغير صحي في تربية الطفل.
* إصدار الآباء والأمهات عقاباً للطفل وكأن العقاب حكم قضائي؛ ولكن هذا يعد أسلوب خاطئ في العقاب لأنه يجعل الطفل بعيد كل البعد عن مفهوم الأسرة وأقرب لمفهوم القضاء وكأنه في سجن وليس في أسرة.
* العقاب الغير العادل للطفل يترك ألماً في نفسية الطفل؛ ويدفع الطفل للعصبية والانفعال من عدم عدالتها.
* العقاب المشحون بالغضب تجاه الطفل يعد من أكثر الأساليب الخاطئة في التعامل مع الأطفال ؛لأنه يكسب الطفل عادة الانفعال والتعصب ومن ثم يكون سلوك الطفل غير منضبط أكثر منه تقويم لسلوكه.
الأساليب الصحيحة لعقاب الطفل:
* حرمان الطفل من شيء محبب بالنسبة له مثل الحلويات أو مشاهدة الكرتون أو الدراجة أو الكمبيوتر.
* اللجوء لأسلوب عزل الطفل عن الآخرين من أقاربه أو إخوته الصغار.
* عدم الإكثار من أساليب التهديد والتلويح بالعقاب لأنه مع تكرارها تفقد معناها وتأثيرها على الطفل.
ملحوظة: ينبغي أن يدرك الآباء والأمهات أن طرق معاقبة الأطفال على السلوك السيئ؛ تعد وسيلة وليس غاية وأن هدفه ومنطلقه هو تجنب الطفل ممارسات سلوكية معينة مما يؤكد أساس تربية الطفل تربية سليمة، ويُفضل أن تأتي معاقبة الطفل على السلوك السيئ بعد مرات متتالية من الإنذار وليس عقاباً فجائياً مفروضاً من أعلى.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire