صور ملابس محجبات جديدة بالصور

صور ازياء محجبات تركية جميلة، .....

فوائد جمالية وعلاجية لليمون

تبييض الكوعين: ادعكي كوعيك وركبتيك بنصف ليمونة فلها مفعول السحر في تبييضهم. تبييض الاسنان: اخلطي عصير ليمون مع بيكنغ صودا وضعي المزيج على أسنانك باستخدام طرف

قناع التوت البري والشاي الأخضر لبشرة تشع بالصحة

عي كيس الشاي في ماء ساخن لمدة دقيقة ثم اهرسي التوت. دعي الشاي يبرد ثم قصي الكيس واخلطي حبيبات الشاي مع التوت واللبن. ضعي القناع على وجهك

نصائح قبل أن تصبغي شعرك باللون الأحمر

اذا كنت من محبات التجديد فليس هناك أفضل من تغيير لون شعرك ليبدو مظهرك جديدا. أما إذا أردت أن تصبحي إمرأة مختلفة تماما،

العسل.. مستحضر طبيعي لجمال بشرتك

لا تقتصر مميزات العسل على الفوائد الغذائية والوقائية والعلاجية فقط، بل له أيضا أفضالاً جمالية، تجعل منه مستحضر تجميل طبيعي.

jeudi 30 juin 2016

الطريقة المثلى لتعلم لغة جديدة، تقوية الذاكرة و ترسيخ المحاضرات

الطريقة المثلى لتعلم لغة جديدة، تقوية الذاكرة و ترسيخ المحاضرات

في سؤالين تم طرحهما على صفحة أفكار حرة كانت الإجابة كالتالي:

السؤال الأول:

الطريقة المثلى لتعلم لغة جديدة؟

يحكي الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله أنه عندما أراد تعلم اللغة الفرنسية كان يتعلم كل يوم كلمة جديدة و يتعلم أيضا كيف يستعملها في جملة مفيدة.
أفضل الطرق للمساعدة على تعلم اللغة هي:
1- تكلم اللغة
تواجد بين أشخاص يتكلمون تلك اللغة لهدف التواصل معهم و التعلم منهم، فهذا يسرع من وثيرة التعلم.
كما أن تحدث اللغة له خاصية أخرى و هي عملية حفظ بطريقة غير مباشرة، فمثلا إذا أعطيتك عبارة و طلبت منك ترديدها 20 مرة فستحفظها، كذلك التحدث فهو يمكنك من ترديد الكلمات التي تعلمتها مما يساعد على ترسيخها في الذاكرة.

2- استمع كل يوم
استمع كل يوم لمدة 5 دقائق لشخص يتحدث بتلك اللغة، مثل نشرة أخبار أو من خلال مقطع فيديو على الإنترنت.

3- انضم لمجموعات تعلم اللغة
التواجد بين أشخاص لديهم نفس الهدف و الغاية يمنح الحافز للإستمرار، يمكنك الإنضمام لمجموعات تعلم اللغة على الفيسبوك أو المنتديات.

4- كثرة الكتابة
أفضل و أسهل طريقة هي المراسلة، اعمل على إيجاد شخص تعتبر تلك اللغة هي لغته الأم و قم بالتراسل معه بشكل دوري، فالأشياء التي نكتبها و نعيد كتابتها أكثر قابلية لتترسخ في الذاكرة.

5- قم ببناء قاعدة بياناتك الخاصة
اتخذ مذكرة خاصة لتدوين الكلمات و العبارت الجديدة بشكل يومي و مراجعتها من حين لآخر بصفة مستمرة، ثم استعمال ما فيها من كلمات و عبارات في جمل مفيدة أثناء الحديث أو الكتابة.

6- لا تفقد الإتصال باللغة
من أجل أن لا تفقد الإتصال باللغة قم بقراءة مقال صغير الحجم بصفة يومية بشرط أن تقوم بتدوين الكلمات الجديدة و العبارات مع شرح مختصر لها، فهذا يساعد على البقاء على اتصال باللغة. و بعد الإنتهاء قم بكتابة ما استوعبته من المقال بأسلوبك الخاص في 5 أسطر فقط!

7- تعرف على تركيب الجمل
كي تتكلم لغة سليمة يجب أن تكون مطلعا على تركيب الجمل و القواعد. لأجل هذا لا تتردد في التواصل مع أستاذ لمساعدتك أو صديق يجيد اللغة بشكل جيد. تعلم قاعدتين فقط في الأسبوع و ستكون قد تعلمت 96 قاعدة في 12 شهرا فقط. لا تتعلم أكثر من قاعدتين و لو شعرت بنوع من الحماس و الرغبة لتتعلم أكثر من ذلك.

8- سمعي، بصري، حسي
تعرف على نمطك الخاص قبل الشروع في مرحلة التعلم. هل هو سمعي، بصري أو حسي، من أجل أن تتجبب التعلم بطريقة لا تتناسب مع نمطك الخاص، و تجنب تقليد الآخرين في طرق تعلمهم لأنهم قد يختلفون عن نمطك و بالتالي فتلك الطريقة قد تصلح لهم هم لكن لا تصلح لك أنت.

هناك مراحل أساسية ينصح بتتبعها:
1- تعلم الكلمات و الألفاظ (حفظ)
2- تعلم كيفية القراءة و الكتابة بشكل صحيح و سليم (تدرب و ممارسة)
3- يجب أن تكون قادرا على سماع و التعرف على ما قمت بالإستماع إليه (اختبار مهارات)

نصيحة أخيرة:
تذكر أن الأمر تطلب منك عدة سنوات كي تتعلم لغتك الأم، فلا تيأس إذا رأيت أنك لا تحرز تقدما واضحا و سريعا من خلال تعلمك للغة أخرى. تعلم دائما فعل الشيء القليل و لكن باستمرارية، هذا هو ما يعين على تحقيق الهدف، فالنهر الكبير تفيضه قطرات المطر رغم صغر حجمها.

السؤال الثاني:

الطرق الصحيحة للدراسة و تثبيت المعلومات و المحاضرات؟

بخصوص الحفظ و ترسيخ ما يرغب أي إنسان في حفظه عن ظهر قلب هناك طريقة معينة يستعملها الشعراء و الكتاب الكبار و هي كالآتي:
قم بتحديد الجزء الذي ترغب في حفظه ثم بعد ذلك قم بقرائته لمدة ثلاثة أيام. قم بقرائته في اليوم الأول و أنت تنظر في الورقة، 5 مرات في اليوم و في كل مرة 5 مرات، أي 25 مرة في اليوم. في اليوم الأول قم فقط بالقراءة لأن هذا يساعد على تقوية الذاكرة البصرية. و في اليوم الثاني قم بترديد ما قمت بقرائته مع النظر للورقة متى تطلب الأمر ذلك، و بطبيعة الحال 5 مرات في اليوم و في كل مرة 5 مرات. ثم في اليوم الثالث قم بترديد ما قمت بحفظه في اليومين السابقين 5 مرات في اليوم و في كل مرة 5 مرات أيضا، و ستكون قد حفظته بشكل يساعد على أن يستقر في ذاكرتك.
– كل معلومة جديدة نتعلمها ثم لا نداوم على مراجعتها فستتلاشى تدريجيا بعد ثلاثة أيام.
– يقول هاري لوراين صاحب الذاكرة الخارقة و مؤلف كتاب (Super Power Memory): “ليست هناك ذاكرة قوية و ذاكرة ضعيفة، إنما هناك ذاكرة مدربة و ذاكرة غير مدربة”، الذاكرة مثل العضلة إذا مرنتها فإنها تصبح أمتن و أقوى و إذا أهملتها فمن الطبيعي أن تضعف يوما بعد يوم. مرن ذاكرتك كل يوم كما تمرن عضلاتك و لا تشكو من اليوم ضعف ذاكرتك لأنها مشكلتك و ليست مشكلة ذاكرتك الغير ممرنة.
– من أجل تقوية الذاكرة هناك بعض التقنيات تسمى تقنيات الذاكرة، و باللغة الإنجليزية أو الفرنسية (MNEMONICS).
– الطريقة المثلى لتثبيت المحاضرات هي وضع “خريطة ذهنية” لكل محاضرة مباشرة بعد الإنتهاء و العودة للمنزل، و مراجعة تلك “الخريطة الذهنية” بشكل دوري.
و من أجل التهييئ للإمتحان يمكنك مراجعة تدوينة سابقة بعنوان: أسرار الإستعداد للتفوق في الإمتحان. http://wp.me/p1ZApO-9j

حلويات عيد الفطر: تحضير صابلي بالشكلاط


حلويات عيد الفطر: تحضير صابلي بالشكلاط رااائع







المقادير

300غ دقيق + 150 غ زبدة + 100 غ سكر كلاصي +2 فاني +1 خمارة +قبصة ملح يخلط الكل برؤوس الاصابع حتى يترمل ويجمع ببيضةيبسط فوق مائدة مرشوشة بالطحين ثم يقطع بمرشم دائري ويقطع بدوره بمرشم اصغر منه تطهى في فرن متوسط الحرارة ثم تغطس في الشكلاط وتترك تبرد تم تملا الحفر اللي فالوسط بقليل من الشكلاط واللوز مهرمش ملون
تزين بخيوط من الشكلاط وتترك تبرد بالصحة والراحة نتمنى تعجبكم حبيباتي


اجدد الموضه لازياء عيد الفطر 2016 اجدد موضه لملابس عيد الفطر 2016 اجمل موضه

اجدد الموضه لازياء عيد الفطر 2016 اجدد موضه لملابس عيد الفطر 2016 اجمل موضه








mercredi 29 juin 2016

مايوهات محجبات لصيف 2016

مايوهات للمحجبات لعشاق السباح        


     












  

mardi 28 juin 2016

قشطة دايت لحشو الحلويات


 قشطة دايت لحشو الحلويات

سهلة وهتشبع الاحساس الكريمى الى بنحبة للقشطة بدون سعرات كتير

لمقادير

  • x شريحة عيش توست
  • x معلقة كبيرة نشا
  • x كوب ماء
  • x معلقة صغيرة سكر (دايت)
  • x كوب لبن بودرة (خالى الدسم)
  • x معلقة كبيرة ماء زهر

الخطوات

  1. هنقطع اطراف التوست.
  2. وهنضع كل المكونات على بعض فوق التوست ونتركة يدوب فيهم.
  3. ممكن نضربهم فى الخلاط كلهم وممكن نترك بس التوست يدوب فى اللبن والماء مع السكر وماء الزهر ونقلب لما يدوب كويس

كفتة اللحم بالبطاطا

كفتة اللحم بالبطاطا

وصفة سهلة وسريعة لتحضير الكفتة بخلط اللحم مع البطاطا المسلوقة المهروسة بطريقة جديدة, ولان هذه الكفتة بحجم وسمك البركر تقريبا مما يجعلها تحتفظ بالقوام الطري .
ويكسبها الطعم اللذيذ

المقادير

  • 400 x جرام لحمة مفرومة (لحم غنم مفروم خشن)
  • x معلقة كبيرة دقيق
  • x معلقة كبيرة عيدان كرفس (طازج)
  • x عدد بطاطا (متوسطة الحجم مهروسة)
  • x معلقة صغيرة عصير ليمون
  • x عدد بصل أخضر (عرق بصل أخضر)
  • x معلقة كبيرة روزمارى (طازج)
  • x معلقة كبيرة شبت (طازج)
  • x عدد بيضة
  • x معلقة كبيرة نعناع (طازج)
  • x معلقة صغيرة بهارات (بهارات بيتزا او اي بهارات ايطالية تحتوي على الاوركانو)

الخطوات

  1. ندهن بقليل من الزيت قالب فرن تيفال بحجم 40 في 30 سنتيميتر تقريبا (او اي قالب فرن باي شكل وحجم المهم انه لا يلصق) ونفتح الفرن على حرارة 270 C.
  2. ناخذ الاعشاب الخضراء وهي: البصل الاخضر + الروز مري +الشبت + الكرفس + النعناع ونضعها في الخلاط ونفرمها ناعم.
  3. في كاسة خلط كبيرة نضع : اللحم المفروم ونضيف البطاطا المهروسة والطحين والبيضة وكل الاعشاب الخضراء الفرومة وعصير الليمون ...ونعجنها جيدا باليد الى ان تتماسك...نبلل اليد بالماء من حين لاخر اثناء العجن لان العجينة ستكون لزجة.
  4. باستمرا تبليل اليد نعمل كور صغيرة بحجم البيضة او اكبر قليلا ونفردها باليد قليلا حتى تصبح بشكل دائري... بحجم وشكل وسمك البركر تقريبا...وكلما انتهينا من واحدة نصفها في القالب حتى ننتهي من الكل مع ترك مسافات صغيرة بين كل قطعة واخرى. هذه الكمية تعمل تقريبا 12 قطعة كفتة.
  5. نضع القالب في الفرن على الرف الوسط تقريبا او اقرب للنار (اذا كان الفرن مكون من 5 رفوف نستخدم الرف الثاني من الاسفل)...ونشوي الكفتة لمدة 15 دقيقة ثم نُخرج القالب ونقلب الكفتة بهدوء (لانها طرية) على الوجه الثاني ونعيدها الى الفرن لنشويها 10 دقائق اخرى, او حتى تحمَر من الاسفل . عند انتهاء الشوي نخرجها من الفرن ونصفها في صحن التقديم وبالهنا والشفا.

lundi 27 juin 2016

طريقة عمل الأرز بالحليب الكريمي


المقادير






طريقة التحضير

قوة المؤمن لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً ، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
القوة :
 الله جل جلاله وحده هو القوي
أيها الأخوة الكرام ؛ الله جل جلاله وحده هو القوي ، ولا قوي سواه ، وكل قوة في الأرض في الذوات والأشياء ، مستمدة من قوة الله ، تأييداً ، أو استدراجاً ، أو تسخيراً ، لحكمة بالغة عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها .
 قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً ، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ، وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ، وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ، أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ، وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾
[ سورة البقرة الآية : 165 ]


قوة المؤمن :
 لذلك.....
 المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف .
 كن عضواً في جمعية الأقوياء ، ولا تكن رأساً في قطيع النعاج.
 قد تبدو ضعيفاً ؛ لأنك قبلت أن تكون ضعيفاً ، فعشْ كما تريد ، ولكن لا بد من أن تعلم أنه بإمكانك أن تصبح قوياً ، وأن تتعافى من شعورك بالضعف .
 إن الأقوياء بالحق هم السعداء ، والضعفاء بالباطل هم التعساء !
 واعلم يقيناً أن الشيء الذي لا تستطيعه ، هو الشيء الذي لا تريد أن تكونه .
 القوّة مطلب أساسي ، وإلا فلا قيمة للحياة من دون قوة .
 إن القوّة مصدر للثقة ، والثقة لا توجد إلا في قلوب الأقوياء .
 وإذا أردت القوّة الحقيقيّة فابحث عن قوّة لا تحتاج إلى غيرها إنها قوة الله عز وجل.
 لم تخلق لتكون مسلوب الإرادة
إن الجبن والخور ، والاستكانة والاستسلام ، والانهزامية والذلّ ، وجميع المفردات ، في قاموس الضعف ، مرفوضة في حياة الأقوياء ؛ فأنت كائن لم تُخلق لتكون مسلوب الإرادة ، بارد الهمّة.
 تأمّل دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل و الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال ))
 عليك ألاّ تتردّد لحظة في الانتساب " لعضوية نادي الأقوياء "، فلديك عملاق ينام بين جنبيك ؛ فابحث عنه ، حتى لا تموت ، وأنت تعيش بين الأحياء !
ليس من مات فاستراح بميت  إنما الميت ميت الأحياء
 تعلم من البعوضة دأبها وإصرارها
تأمّل في البعوضة : إنها لا تبدو بالنسبة إليك شيئاً مذكوراً ؛ لكنها أقوى منك ، حينما تصر البعوضة من دون كلل أو ملل ، في البحث عن منفذ في جلدك .
* * *
 لكن السؤال المهم ، في هذا الموضوع : كيف نبحث عن القوة ، ونحن ضعفاء ؟
 الضعف قد ينطوي على قوة مستورة
إن الحديث عن القوة النابعة من الضعف ، ليس دعوة إلى الرضا بالضعف ، أو إلى السكوت عليه ، بل هو دعوة لاستشعار القوة ، حتى في حالة الضعف ، إذن يجب أن نبحث في كل مظنة ضعف ، عن سبب قوة كامنة فيه ، ولو أخلص المسلمون في طلب ذلك لوجدوه ، ولصار الضعف قوة ، لأن الضعف ينطوي على قوة مستورة ، يؤيدها الله في حفظه ورعايته ، فإذا قوة الضعف ، تهد الجبال ، وتدق الحصون ، كما ترون وتسمعون .
 أنت قويّ ، هذا سر ضعفك ، وأنا ضعيف ، هذا سر قوتي !
 لذلك نستطيع أن نقابل القنبلة الذرية ، بقنبلة الذُرية ، أي بتربية جيل واع ملتزم ينهض بأمته ، ويعيد لها دورها القيادي بين الأمم .
 إن أشكال القوّة متنوعة ، وإن أبعادها مختلفة ، ومن الصعب الحديث عنها جميعاً ، ولكن نشير إلى أشهر هذه القوى تفصيلاً حيناً وإجمالاً حينا آخرً .
والحمد لله رب العالمين

فوائد شهر رمضان


فوائد شهر رمضان








قال تعالى في كتابه العزيز الكريم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). يعتبر شهر رمضان المبارك واحداً من أكثر أشهر السنة بركةً على الإطلاق، وذلك نظراً إلى تكريم الله لهذا الشهر بأن جعله الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم على قلب عبدِه وحبيبه رسول الله الأعظم محمد –صلى الله عليه وسلم-، 
بالإضافة إلى أنَّ الله تعالى جعله شهر الصيام المبارك في الشريعة الإسلامية؛ فالمسلمون المقتدرون بدنياً وفي كافَّة أرجاء العالم مطالبون بصوم أيّام هذا الشهر العظيم كلِّها، منذ طلوع فجر كلِّ يومٍ من أيامه إلى مغيب الشمس في نفس اليوم. يذكر أنَّ شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من العام هجري؛ حيث يأتي بين شهري شعبان (الشهر الثامن)، وشهر شوّال (الشهر العاشر). فوائد شهر رمضان لشهر رمضان المبارك العديد من الفوائد الهامَّة والمتنوّعة والتي تشمل كافّة مجالات الحياة، والتي تتعلَّق أيضاً بكلِّ ما يهمُّ الصائم، ومن أبرز هذه الفوائد ما يلي: لشهر رمضان المبارك فوائد لها أوّل وليس لها آخر على المستوى الروحي والتعبُّدي؛ ففي رمضان تتضاعف أجور كافة أنواع العبادات، لهذا السبب فإنه يستحسن من جميع الناس أن يتفرغوا تفرُّغاً تامَّاً من كلِّ شئ إلَّا من الأعمال الضرورية كالدراسة والعمل، وأن يقضوا معظم أوقاتهم في العبادة، فلحظات هذا الشهر العظيم لا تُعوَّض ولا تُقدَّر بثمن، لما تحمله معها من خيرٍ عميمٍ، وأجرٍ وفيرٍ، ورحمةٍ لا متناهية، ومغفرة وسع حجمها السماوات والأرض. الفائدة الثانية التي يحملها هذا الشهر المبارك معه هي الفائدة الصحيَّة، فالصيام وبحسب المختصين يُحسِّن من صِحَّة الإنسان، حيث يساعد الصيام على معالجة التهابات المعدة، كما ويساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، ويعمل على تنظيم ضغط الدم، ويعالج الحصوات، ويعمل على معالجة العديد من الأمراض الجسديّة الأخرى. أمّا على المستوى النفسي للإنسان، فإنَّ للصيام دورٌ كبير في تهذيب النفس الإنسانية عن طريق منعها عن شهوات الأكل، والشرب، والجنس، الأمر الّذي يعمل على التقليل من التأثير الكبير والاستحواذ الهائل لهذه الشهوات على الإنسان، الأمر الذي يضرُّ به إن زاد تفاعله معها واستجابته لها عن الحد الطبيعي. الفائدة الثالثة من فوائد هذا الشهر العظيم، أنَّه يُقوِّي الروابط الأسرية بين الأشخاص في العائلة الواحدة، وفي الحي الواحد، وفي المدينة الواحدة، فصلة الأرحام، وزيارة الأقارب، والاطمئنان على صحّة المرضى، والتبرّع للفقراء والمحتاجين، كلُّ هذه الأعمال وغيرها العديد من الأعمال الأخرى هي من أفضل الأعمال التي ينال من خلالها المسلم الأجر العظيم في الدنيا والآخرة -بإذن الله تعالى-.

dimanche 26 juin 2016

فضل العشر الأواخر من رمضانَ وليلة القدر


 فضل العشر الأواخر من رمضانَ وليلة القدر

الحمد لله الّذي فضل من رمضانَ العشرَ الأواخر، وأودعها الفضائل والمفاخر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خصّ هذه الأمّة بليلة القدر، وجعل العمل فيها خيراً من ألف شهر، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله؛ خير من جدّ في هذه العشر وشمّر، وأحيا ليله وشدّ المئزر؛ صلّى الله عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه الأنجم الدّرر، والقدوة الغرر.

أمّا بعد: فها هي بشائر الخيرات قد أطلّت، ونسائم الرّحمات قد أظلّت، ولحظات المنح والعطايا قد حلّت؛ بإقبال العشر الأخيرات من شهر الفضائل والبركات؛ هذه العشر التي حوت فضائلَ جليلةً كثيرةً، وأجوراً كريمةً وفيرةً؛ حريٌّ بكلِّ مسلم أن يغتنمها، وبكلِّ مؤمنٍ أن يستثمرها، أسوته في ذلك نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام الّذي كان إذا دخلت عليه العشر الأواخر، أقبل على عبادة ربِّه وشمّر، واعتزل نساءه وشدّ المئزر، وأحيا اللّيل بالصّلاة وقرأ القرآن وتدبّر، واجتهد فيها بالطّاعة ما لا يجتهد في غيرها من اللّيالي الغوابر.

وقد روى مسلم في (صحيحه) عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ -أي: من رمضان- مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»، وفي الصّحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». ومعنى (شدّ المئزر) أي: اعتزل النّساء ؛ كما فسّره بذلك سفيان الثّوريّ وغيره من العلماء. وإنّما كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في هذه الليالي الطّيّبات ؛ ليتقرّبوا إلى الله سبحانه بالصّالحات، ويشهدوا ما فيها من الخيرات، وينالهم ما فيها من الرّحمات والبركات.
وهكذا كان الصّحابة رضي الله عنهم والسّلف الصّالحون يجتهدون في العبادة باللّيل وإلى الله يتقرّبون، ولفضله ورحمته يتعرّضون، ويأمرون بذلك أهليهم ولهم يوقظون؛ فها هو عمر بن الخطّاب رضي الله عنه -كما في (موطّأ مالك)- : «كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَيْقَظَ أَهْلَهُ لِلصَّلاَةِ، يَقُولُ لَهُمُ: الصَّلاَةَ! الصَّلاَةَ!، ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾»، وقال سفيان الثّوريّ رحمه الله: «أحبُّ إليّ إذا دخل  العشر الأواخر أن يتهجّد باللّيل، ويجتهد فيه،  وينهض أهله وولده إلى الصّلاة إن أطاقوا ذلك» .
وهذا لما في هذه اللّيالي من الأجر العظيم والفضل العميم، الّذي لا يزهد فيه إلاّ محروم، ولا يفوِّته إلاّ مغبون، كيف لا؟! وفي هذه اللّيالي ليلة القدر؛ الّتي جعلها الله خيراً من ألف شهر، وعظّم سبحانه شأنها، ورفع أمرها وقدرها؛ فقال جلّ وعلا: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قال الزّهريّرحمه الله: «سمّيت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها» .
وفي هذه اللّيلة ابتدأ نزول القرآن، الّذي جعله الله رحمة وهدى لبني الإنسان، وفيها يُفصل ويُقضى كلُّ أمر حكيم، ويُقدّر ما يكون في السّنّة كلِّها بإذن العزيز العليم؛ قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾. والعمل الصّالح فيها خير من العمل في ألف شهر؛ قال -عزّ وجلّ-: ﴿َليْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾؛ قال مجاهد رحمه الله: «عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر». وتنزل الملائكة فيها ومعهم جبريل الرّوح الأمين من السّماء؛ بكلِّ خير وبركة ونعماء؛ كما قال ذو الجلال والكبرياء: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾؛ أي: بكلّ أمر؛ قضاه وقدّره الله -عزّ وجلّ-، وقد قال الحسن البصريُّ رحمه الله: «إذا كان ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفقُ بأجنحتها بالسّلام من الله والرّحمة من لدن صلاة المغرب إلى طلوع الفجر»؛ فهي ليلة سلام وأمان للمؤمنين؛ من كلّ شرٍّ وسوء، ومن عذاب ربِّ العاملين؛ لكثرة من يعتق فيها من النّار من العصاة المذنبين؛ ولهذا قال عزّ وجلّ:﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
ومن هنا رغّب النّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمّته في تحرِّيها في العشر الأواخر من شهر الصّيام، وحثّهم على طلبها وإصابة فضلها بالعبادة والقيام؛ فقال -كما في الصّحيحين-: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ، وهي في الأوتار من هذه اللّيالي أرجى منها في الأشفاع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم-فيما رواه البخاريّ-: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»، والسبع البواقي من هذه اللّيالي أقرب لوقوعها، وأرجى لمجيئها؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: « أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيَّصلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ -أي: اتّفقت- فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ؛ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ»[متّفق عليه]، ولمسلم: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ؛ فَلاَ يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي».
فهذه اللّيلة إذاً: لا تختصُّ بليلة السّابع والعشرين؛ خلافاً لما يظنّه كثير من المسلمين؛ بل هي متنقّلةٌ -على الرّاجح-؛ فتكون في عام ليلة السّابع والعشرين -كما وقعت ليلتها في زمانه صلى الله عليه وسلم ، وجزم بذلك بعض الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين-، وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين، أو تسع وعشرين؛ أو غير ذلك من اللّيالي الوتر؛ بدليل أنّها وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين؛ كما ثبت في (صحيح مسلم) عَنْ بسر بن سعيد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ». قَالَ: «فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْصَرَفَ وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ». قَالَ: «وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَقُولُ: ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ». وفي الصّحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنّها كانت ليلة إحدى وعشرين.
ويؤكّد هذا: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه رضي الله عنهم -وأمّته من بعدهم- أنّه قد رفع تعيينها؛ حتّى يجتهد العباد في طلبها، وتحصيل فضلها، وحتّى يتبيّن من كان جادًّا في إصابتها، ممّن كان مفرّطاً كسلانَ في شأنها، مكتفياً بقيام ليلة واحدة من لياليها؛ ففي صحيح البخاريّ عن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: «خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلاَحَى-أي: تنازع وتخاصم-رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ».
ولهذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري) (4/266)- بعد أن ذكر أقوال العلماء فيها-: «وأرجحها كلها أنها في وترٍ من العشر الأخير، وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث هذا الباب».
ولكن ينبغي أن يعلم أن الوتر له اعتباران: اعتبارٌ بما مضى، واعتبارٌ بما بقي؛ فإذا كان الشّهرٌ تامًّا فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشّفع، وهذا ما دلّ عليه ظاهر السنّة والأثر؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم -فيما رواه البخاريّ-: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى ، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى ، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى».
قال الطِّيبيُّ: - كما في (عون المعبود) (4/ 257) -«قوله: (في تاسعة تبقى) الليلة الثانية والعشرون؛ تاسعة من الأعداد الباقية، والرابعة والعشرون سابعة منها، والسادسة والعشرون خامسة منها».
وجاء حديث عبادة الصّامت رضي الله عنه السّابق في (صحيح مسلم) من رواية أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه، وفي آخره: قال أبو نضرة: «قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا. قَالَ: أَجَلْ! نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: مَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ؟ قَالَ: إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهْيَ التَّاسِعَةُ، فَإِذَا مَضَتْ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ، فَإِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ».
وروى البخاريُّ في (صحيحه) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ هِيَ فِي تِسْعٍ يَمْضِينَ أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ؛ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ». قال البخاريُّ: «وَعَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْتَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -كما في (مجموع الفتاوى) (25/ 284- 285)-: «ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ هكذا صحّ عن النّبيّ أنّه قال: «هي في العشر الأواخر من رمضان»، وتكون في الوتر منها؛ لكن الوتر يكون باعتبار الماضي؛ فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقي؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى» [رواه البخاريّ والطيالسيّ، واللّفظ للثّاني]؛ فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح ... وإن كان الشهر تسعاً وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي.
 وإذا كان الأمر هكذا؛ فينبغي أن يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر جميعه».
هذا؛ وممّا يحسن التّنبيه عليه: أنّ الله تعالى ما أخفى علينا ليلة القدر إلا لنجتهد في طلبِها، ونزداد رغبة في نيل فضلها وثوابها، وليتميّز الّذين يسارعون في الخيرات؛ ممّن يتّبعون المغريات، ويستثقلون الطّاعات كلّما توالت اللّحظات، ومع ذلك فقد أخبرنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعلامات نستدلُّ بها على وقوعها، ونهتدي بها إلى معرفتها.
* فمن ذلك: أنّ ليلة القدر ليلة طيّبة معتدلة، لا حارّة ولا باردة؛ كما ثبت في (صحيح ابن خزيمة) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قوله في ليلة القدر: «لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ-أي: سهلة طيّبة-، لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ».
* ومنها: أنّها ليلة مضيئة؛ يظهر فيها النّور جليًّا، ولا يُرمى بنجم ليلتها ؛ لانخناس الشّياطين وصَغارهم فيها؛ كما روى الطبرانيّ عن واثلة بن الأصقع رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال:«لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةٌ بَلَجَةٌ؛ لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ، وَلا يُرْمَى فِيهَا بِنَجْمٍ».
* ومن علاماتها كذلك: ما ثبت في (صحيح مسلم) عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا»
فهذه هي علاماتها الصّحيحة وأماراتها الثّابتة في السّنّة النّبويّة والآثار المرويّة، لا ما حيك حولها ولفّق في شأنها من أمور خيالية وخرافات واهية؛ لا يخفى بطلانها واختلاقها على أصحاب القلوب الواعية، وليست معرفة هذه الأمارات شرطاً في حصول ثوابها وإدراك فضلها؛ بل إنّ فضلها يحصل لكلّ من أحياها إيماناً واحتساباً، واجتهد لله سبحانه بالعبادة رغباً ورهباً؛ وذلك ثابتٌ يقيناً لكلّ من قام اللّيالي العشرَ كلّها، ولم يفوّت ليلة منها.
فينبغي الاجتهاد في طلب ليلة القدر، بالإقبال على العبادةِ في جميع العشر؛ حتّى يصيب العبد هذه الليلة الغرّاء، ويكون بها من السّعداء، وليُعلم أنّ أفضل الأعمال في هذه الليلة المباركة: الصّلاةُ، والدُّعاءُ.
أمّا الصّلاةُ: فقد قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم -كما في الصّحيحين-: «مَنْ قَامَ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛ أي: إيماناً بالله، وبما أعدّه من الثّواب للقائمين، واحتساباً للأجر الّذي يكون عنده يوم الدِّين.
وأمّا الدُّعاءُ: فقد ثبت في (سنن التّرمذيّ) عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في (صحيح مسلم)-: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ»، ولهذا قال سفيان الثوريُّ رحمه الله: «الدُّعاء في تلك الليلة أحبُّ إليّ من الصّلاةِ»؛ يعني: من الصّلاة الّتي لا دعاء فيها، أو يقلُّ فيها الدُّعاء، ومن صلّى ودعا يكون قد جمع بين الحسنيين، وهذا أكمل الحالين .
وقد كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد ويلزمه فلا يخرج منه في العشر الأواخر؛ تفرّغاً لعبادة الله -عزّ وجلّ-، وطلباً لثواب الله وفضله بإحياء ليلة القدر، وتزوّداً من الأعمال الصّالحة في موسم الأجر، وحملاً للنّفس وتدريباً لها على الصبرِ على فعلِ الطّاعةِ وخصالِ البرّ؛ ففي الصّحيحين عن عائشة رضي الله عنها : «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»، وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ؛ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ». ولهذا روى ابن المنذر عن الإمام ابن شهاب الزّهريّ رحمه الله أنه كان يقول: «عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه منذ دخل المدينة حتّى قبضه الله».
ألا فاجتهد يا رعاك الله! في طلب ليلة القدر من رمضان، واحذر أن تكون من أهل الحرمان؛ الّذين آثروا اللّهو واللّهث وراء الدّنيا وغشيان العصيان في هذه العشر الأواخر على طلب رحمة الله، وتلمّس العفو والغفران؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم عن هذا الشّهر -فيما رواه ابن أبي شيبة والنسائيّ-: «فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؛ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
ألا فلنحرص جميعاً على الطّاعة والعبادة في هذه العشر، ولنري الله تعالى خيراً من أنفسنا في بقيّة الشّهر؛ ولنتزوّد منه بصالح الأعمال، ليوم الوقوف بين يدي الكبير المتعال، ولنغتنم لحظاته الحسان في الخير والإحسان، ولنستحضر دائماً أنّ الأعمال بالخواتيم، ولنحسن الختام.

فاللّهمّ كما بلّغتنا الشّهر؛ فوفقنا لليلة القدر، وأعظم لنا فيها المثوبة والأجر، واكتب لنا فيها رضوانك واغفر الزّلل والوزر؛ بمنّك وكرمك يا ذا المنّ والفضل؛ اللهمّ آمين!

والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله، وصحبه أجمعين

بقلم/ نور الدين مسعي
الباحـث بإدارة الإفتـاء